كيف تعزِّز إنتاجيتك وتحقق أحلامك عن طريق تقسيم حياتك أسبوعياً؟

لطالما حلمتُ بعيش حياة هادفة حافلة بالإنجازات، لكن انتهى بي المطاف بمواصلة الحلم والتمني دون أن أمضي في تنفيذ أيٍّ من أهدافي، عندها اتخذت قراري بعيش حياتي على أساس أنِّي سأموت في غضون ستة أشهر، ونجح هذا الأسلوب في تحسين حياتي على الرَّغم من غرابته، ودفعني إلى خوض مزيد من المخاطر، والمضي في تجارب جديدة، كما أنِّي أصبحت أكثر سعادة من ذي قبل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سامي فيليس" (Samy felice)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في تنظيم الحياة على أساس أسبوعيٍّ.

شعرتُ رغم ذلك بوجود خطب ما في أسلوب عيشي الجديد؛ وذلك أنِّي كنت مدفوعاً بالخوف من تفويت الفرص، وليس برغبتي في تأسيس حياة هادفة ملؤها الشغف، وفكَّرت أنَّه لا بد من وجود طريقة أفضل لعيش حياة هانئة وناجحة في آنٍ معاً، وتوصَّلت حينها إلى فكرة تنظيم حياتي أسبوعياً، بحيث أحقق أقصى فائدة وبهجة ممكنة من كل أسبوع على حِدة، ولا يتسنى لي الوقت لإطالة التفكير والحلم.

كنت أنظِّم وقتي بحيث أخصص يوماً كاملاً للعزف بناءً على رغبتي الشخصية، وأقابل 2_4 أصدقاء في الأسبوع لتقوية علاقاتي، وفي حال أردت مطالعة مزيد من الكتب، كنت أقرأ كتاباً كاملاً كل أسبوع، وإذا كنت أعتزم احتراف رياضة معينة، كنت أحرص على التمرن كل أسبوع.

تخفيف رهبة المستقبل:

خفَّت وطأة أعباء العمل بعد أن جزَّأت أهدافي إلى مراحل أسبوعية، وصرتُ أكثر حماسة، ووضعت مزيداً من الخطط، وخضت تجارب جديدة، وأصبحت حياتي مفعمة بالبهجة والحماسة، وبدأتُ أركِّز على الحاضر، ولا أهدر وقتي في التفكير بتجارب الماضي أو أحلام المستقبل.

اقتضى أسلوب حياتي الجديد أن أبذل ما بوسعي لتحقيق أقصى فائدة ومتعة ممكنة من كل أسبوع على حدة، ثمَّ أتوكل على الله.

أود أن أنوه هنا إلى أنِّي مررت ببعض الأوقات العصيبة رغم اتباعي لهذه العقلية؛ إذ شعرت في بعض الأسابيع بأنَّ حياتي بائسة وفاشلة، وكان ذلك يحدث في غالب الأحيان جرَّاء ظروف خارجية، كمعاناتي من انفصال عاطفي مؤذٍ، أو خلاف، أو أزمة مالية، وغيرها من مشكلات الحياة، لكنِّي لاحظتُ تحسُّناً بارزاً في جميع جوانب حياتي بتطبيق هذه العقلية في الأحوال الطبيعية الخالية من المشكلات الجسيمة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لزيادة الإنتاجية في العمل

نتائج تجربتي:

يمكنك أن تخوض التجربة بنفسك في الحال، وتعيش كل أسبوع وفق معايير الحياة المثالية بالنسبة إليك، فالوقت أو الأسبوع هو مفهوم مجرد فارغ، وأنت المسؤول عن استثماره في أعمال هادفة وعيش حياة استثنائية حافلة بالبهجة، فعندما تحاول تحقيق أقصى فائدة ممكنة من كل أسبوع، فإنَّك على الأرجح ستعيش حياة ناجحة.

يجب أن توظِّف قدراتك الإبداعية في تنظيم الأسابيع واحداً تلو الآخر، وتحقِّق التقدم في حياتك مع مرور الوقت، فعندما تحقِّق مزيداً من الأهداف خلال أسبوعك، فإنَّك ستواصل التغير، والتقدم، والتعلم، والتكيُّف مع ظروف الحياة، وبهذه الطريقة يمكنك العمل على تحسين عيوبك، والتعلم من الأخطاء، والمضي قدماً في الحياة.

قد تسوء الأحوال، وتخفق مخططاتك في بعض الأسابيع، ولكنَّك بفضل نظام العمل الأسبوعي ستتمكَّن من تجاوز الأزمات، وتعزيز صلابتك العاطفية.

إقرأ أيضاً: 23 نصيحة تحفزك على الإبداع

سيطرة البيئة والمجتمع على توجهاتنا:

تحدد ظروف التنشئة في المراحل المبكرة من عمر الإنسان قدراته وطموحاته، ويعني السؤال النمطي "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟" أنَّك يجب أن تحقِّق معياراً معيناً لكي يعدَّك المجتمع ناجحاً، وتشعر بقيمتك الذاتية، تترسَّخ هذه الأفكار في عقولنا منذ الصغر، وتتشكَّل حياتنا على أساسها، لقد سمحنا للعالم الخارجي بتحديد معايير النجاح بالنسبة إلينا.

كثيراً ما يُساء تعريف النجاح، وتنتشر مفاهيم خاطئة بالمطلق في العقول الناشئة؛ لذا يجدر بالإنسان أن يركِّز على تنظيم خطط عمله أسبوعياً لكي يعيش حياة ناجحة على جميع الأصعدة، عوضاً عن ربط النجاح بمجرد تحقيق الإنجازات البارزة، فبهذه الطريقة، يمكنك أن تنعم بحياة هانئة خلال هذا الأسبوع إذا أردت، دون الحاجة إلى ربط مشاعر الرضى والاستحقاق بتحقيق أهداف استثنائية تحتاج إلى وقت طويل لإنجازها.

يساهم التفكير بأحلام المستقبل بين الحين والآخر في تعزيز مشاعر الإلهام، ولكنَّنا عندما ننظم حياتنا أسبوعياً، نتمكَّن من تجديد إلهامنا في بداية كل أسبوع وبالنتيجة لا تنضب حماستنا، عليك أن تحقِّق أقصى فائدة ممكنة من كل أسبوع ينعم الله به عليك، فالأيام التي تنقضي لا تعود أبداً، فحذارِ من هدرها سدىً.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثر الخرافات على أنفسنا؟

في الختام:

إذا كنت إنساناً مبدعاً ومهتماً بتحسين أسلوب حياتك الأسبوعي، عندئذٍ أنصحك بالاطلاع على كتابي المجاني المتعلق بالإنتاجية الروحية.

  • ستتعلم كيف تجزِّئ يومك إلى 4 نطاقات زمنية، حتى تتكيف مع المؤثرات الخارجية.
  • ستكتشف أساليب بسيطة لرفع مستوى أعمالك الإبداعية على الحاسب، وغيرها من الفوائد.



مقالات مرتبطة